الجزائر/ أفادت مصادر إعلامية جزائرية أن المغرب طلب مراجعة اتفاقه مع الجزائر حول رسوم نقل الغاز عبر خط الأنابيب العابر من أراضيه نحو أوروبا، وأن الرباط ترغب في الاستفادة من 900 مليون أو مليار متر مكعب سنويا ستحصل عليها من الغاز الجزائري المنقول عبر الأنابيب في إنتاج الطاقة الكهربائية.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الاربعاء (22/7) أن الحكومة المغربية قررت مراجعة اتفاق سابق مع الجزائر حول رسوم نقل المحروقات عبر خط أنابيب الغاز الذي يخترق الأراضي المغربية نحو إسبانيا ومنها إلى أوروبا، وبدلا من الحصول على رسوم نقدية؛ فإن المغرب طبقا للاتفاق الأول سيحصل على كمية من الغاز تقتطع من الإمدادات الموجهة إلى أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى إن المغرب وتحت ضغط ارتفاع أسعار النفط في السنوات الماضية أبلغ عدة أطراف منها الجزائر وإسبانيا عن الحاجة لمراجعة أسعار نقل المحروقات عبر أراضيه، والمقدرة بحوالي 10 بالمائة من قيمة الغاز المنقول عبر خط الأنابيب العابر إلى أوروبا. وطلبت حكومة الرباط منحها كمية من الغاز بدلا من الرسوم النقدية.
ووفقا للصحيفة؛ فإن خط أنبوب الغاز العابر نحو أوروبا ينقل سنويا 9 مليارات متر مكعب، أي أن المغرب سيحصل، طبقاً لما يرغب فيه من تغيير في صيغة التفاهم، على حوالي مليار متر مكعب من الغاز الجزائري سنويا.
ونقلت "الخبر" عن صحيفة إسبانية قولها إن المملكة المغربية قد شرعت في بناء محطة توليد كهرباء حديثة ومتعددة التقنيات بالتعاون مع شركة ''أبنير''، وستكون محطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة عين بني مطهر جاهزة للعمل في عام 2010، وقالت بأن ذلك يعني أن المغرب سيبدأ استغلال جزء من الغاز الجزائري المصدّر إلى أوروبا في منتصف العام المقبل على أبعد تقدير. وأشارت الصحيفة الجزائرية إلى أن صحيفة ''البايس'' الإسبانية تحدثت عن أن ملك المغرب محمد السادس مهتم شخصياً بالمشروع الذي وصف بالهام، وقد أختير بناؤه في منطقة غير بعيدة
عن خط مسار أنبوب الغاز.
وحذرت الصحيفة من بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق بين البلدين الجارين قد تؤدي إلى تدخل عسكري دولي لحماية مصادر الطاقة، وقالت: "يجهل إلى حد الآن موقف الدول الأوروبية المستفيدة من خط الأنابيب، وتؤشر السياسة الجديدة المنتهجة من قبل المملكة المغربية رغبة هذه الأخيرة في الاستغلال السياسي لأنبوب الغاز الجزائري، على الطريقة الروسية ما ينذر بفتح باب خلاف جديد مع الجيران المغاربة.
وكانت مؤسسة ''راند'' الأمريكية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية توقعت في دراسة صدرت في آذار (مارس) الماضي أن تتدخل دول أوروبية عسكرياً إن لزم الأمر للحفاظ على إمدادات الطاقة القادمة من شمال إفريقيا"، على حد تعبيرها